لا تشبه .. فمن الصعب ذلك
صفحة 1 من اصل 1
لا تشبه .. فمن الصعب ذلك
ما تعودنا أن نسمع كل يوم تشبيه لاعب يلعب اليوم بلاعب كان في السنوات الماضية أحسن اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة .. وهذا الأمر ليس بغريب على عشاق هذه الساحرة .. وليس هذا بغريب أيضا على عالم الصحف التي دائما ما تضخم اللاعبين بحيث تجعلهم أساطير المستقبل من أول مباراة أو ثاني مباراة يلعبونها ..
كل لاعب يخرج على ارض هذه الساحرة يتم تسميته بمارادونا الجديد .. فـ ريكلمي كان مردونا جديد .. وقبله بابتيستا ومن بعد ريكلمي ريكاردو كروز لاعب الأإنتر إن لم اخطأ .. والآن جاء الدور على ميسي .. وهذا من ناحية الأرجنيتن ..
اما من ناحية البرازيل فـ كل لاعب إسمه بيليه الجديد .. ولكن في الحقيقة هو بيليه واحد وإن تشابهت طريقة اللعب والأداء وطريقة التسجيل والركض حتى ..
وكم هذه الصورة معبرة فهي تدل على مدى الحوار الكروي العميق بين هذين اللاعبين .. والتصنيفات التي يضعونها من أجل فقط أن يبينوا تشابه هذين اللاعبين بـ مارادونا وبيليه ..
ولكن في الحقيقة الأمر مختلف عن هذا .. فـ ما إن يتم تسمية اللاعب بلاعب كبير أخر حتى يبدأ تجول في خواطره وأنفاسه وحركاته أنه متى سيستطيع أن يصبح مثل هذا اللاعب الكبير .. وكيف يمكن أن يصبح مثله وإذا لم أصبح مثله فما الذي من الممكن أن يحصل لي ومن هذا الكلام أيضا ..
ولكن هذه المقارنات غير صحيحة بالمرة .. وتفتقد إلى الواقعية كثيرا فـ لكل زمن رجل خاص به .. ولا يمكن أبدا أن تقارن بين رجال هذا الزمان ورجال الزمن الغبر ..
الحال مختلف جدا بين الزمنين .. ففرضا لو جئنا لـ نقارن بين بيليه وروبينهو أن أيام بيليه تختلف عن أيام روبينهو الحالية .. ففي أيام بيليه كانت الكرة في أفضل أيامها ومتعتها .. اما الآن فأصبحت الكرة تجارية بحتة .. هذا يبيع وذاك يشتري ..
وليس كما كانت في السابق .. وأيضا في سابق الأزمان كانت كرة القدم هي أبرز وسائل الترفيه عن النفس اما الآن فهناك وسائل أخرى للترفية عن النفس ..
كرة القدم في الزمن السالف كانت حقيقية .. الكل يلعب من أجل هدف واحد من أجل إمتاع الناس الذين حولهم .. من أجل إعلاء راية بلادهم وأنديتهم .. وليس كما الآن فـ المال هو الهدف الأكبر في عالم الساحرة ..
في الزمن الماضي كانت قرارات الإنذارات والضربات الحرة وضربات الجزاء قليلة جدا لا تكاد تذكر والخشونة كانت سائدة بشكل كبير .. أي إنه إذا قام المدافع بالإنزلاق على اللاعب الخصم لا تكاد تسمع صفارة الحكم معلنة عن خطأ وبالتالي فإن اللاعبين كانوا يتجاوزون هذه الأمور كلها ويسجلون ويمتعون ..
اما في أيامنا هذه فإننا في مجرد نفخة على لاعب فإنه يتم الإعلان ضربة حرة أو ضربة جزاء .. وهذا كله يسهل من مأمورية اللاعب فإنه إن تم الإعلان عن ضربة جزاء غالبا ما تكون هدف وإن تم الإعلان عن ضربة حرة فإنه اللان اللاعب الذي يسجل من ضربات حرة كثيرة فإنه يعد لاعب ممتاز وكبير ..
وهناك إختلاف جوهري أخر وأن اللاعبين في الأيام الماضية كانوا يكلفون بأكثر من مركز أي كان هناك إنعدام للمركزية عند اللاعبين وبالتالي يصعب عليهم إبراز مواهبهم لكن بيليه ومارادونا أظهرا أنهما لاعبين كبيرين وتمكنوا من إمتاع الجماهير رغم أن مراكزهم كانت كثيرة .. اما اليوم فـ لكل لاعب مركز معين وبالتالي مهمته تكون سهلة للغاية ..
في بعض المباريات في الأيام السالفة كانت الخطة المستخدمة هي 3-5-2 كحال المنتخب العماني الوطني هذه الأيام .. وهذه الخطة هي خطة دفاعية صعب إختراقها .. ومع ذلك فإن بيليه ومارادونا وبشكل أكبر مارادونا كانوا يتفوقون على المدافعين .. اما اليوم فـ الخطط شبه هجومية مع الإنتظام الدفاعي وهذا يبين أن الهجوم سهل أكثر من الأيام الغابرة ..
هذه هي بعض الأمور التي جعلتني أقول إن تشبيه لاعب حالي بلاعب سابق أمر صعب بل يقترب إلى الإستحالة ولو كان الذي شبه هو مارادونا أو بيليه ..
هذا وتقبلوا تحياتي الحارة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى